روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أبنائي مشاغبون.. وزوجي لا يساعدني في تربيتهم!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أبنائي مشاغبون.. وزوجي لا يساعدني في تربيتهم!


  أبنائي مشاغبون.. وزوجي لا يساعدني في تربيتهم!
     عدد مرات المشاهدة: 2840        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

أنا أم لـ 6 أبناء: 4 أولاد وبنتين، مشكلتي تكمن في أن جميع الأبناء مشاغبين؛ ولا يسمعون كلامي أو يحترموني، والأب لا يتدخل في تربية الأبناء، بل يلقي على عاتقي تربيتهم، ويلومني على كل صغيرة وكبيرة في المنزل، حتى أصبت بالقولون العصبي وقرحة في المعدة..، أحاول أن أصنع منهم أجيالًا صالحة، ولكن للأسف لم أعد أحتمل، دائمًا أدعو لهم بالصلاح..، علمًا بأن أحد الأبناء مصاب بفرط الحركة. أريد حلًّا سريعًا وعاجلا في تربيتهم، وتقويمهم التقويم الصحيح.. وجزاك الله عني خيرًا.

الجواب:

أختنا الفاضلة:

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكِ، وشكر الله لكِ ثقتكِ بإخوانِكِ في موقع (المسلم)، ثم أما بعد:

تقولين في رسالتك أنك أم لستة أبناء؛ أربعة أولاد وبنتين، أحدهم (مصاب بفرط الحركة)، كما فهمت من رسالتك أنك تعانين من مشاغبة أبنائك، وعدم سماعهم لكلامك، أو احترامك، ومما يزيد من معاناتك أن زوجك لا يساعدك في تربية أبنائكما، وأنه يلقي بالمسئولية كاملة على عاتقك، والأسوأ أنه يلومك على التقصير في أي صغيرة أو كبيرة من أمور البيت، وقد كان من الطبيعي أن يؤثر ذلك كله على حالتك الصحية؛ فكان أن أصبتِ بالقولون العصبي وقرحة في المعدة!!

ووسط هذه الأجواء الحزينة التي طالعتها في رسالتك، وجدت بارقة أمل تتمثل في قولك: كنت أحاول أن أصنع منهم أجيال صالحة، وهي نية عظيمة أسأل الله عز وجل أن يجزيكِ عنها خير الجزاء، فلا شك أن أطفال اليوم هم رجال المستقبل، وأنه إذا وجد المسلم الصالح وجدت معه أسباب النجاح والفلاح جميعًا؛ غير أني التمست لكِ العذر لقولكِ: (للأسف لم أعد أحتمل)، وسرعان ما عاد لي الأمل من جديد لقولك: (دائما أدعو لهم بالصلاح)، وإن كان الدعاء فقط لا يكفي بلا لا بد مع الدعاء من عمل، وذلك وفقًا للمعادلة الإسلامية (نية صالحة + عمل متقن + صبر جميل = نجاح وفلاح).

وأود في هذه السطور القليلة أن أقدم لكِ بعض النصائح التي يمكن أن تعينك- بعد الاستعانة بالله عز وجل- على تربيتهم وتقويمهم التقويم الصحيح:

• تربية الأبناء (وخاصة إذا كانوا كثيرين) تحتاج إلى طاقة كبيرة، وجهد وفير، وصبر جميل، لا بد أن يوطن الآباء أنفسهم عليه، فليست كثرة الإنجاب هي التي تستوجب التفاخر والاعتزاز وإنما حسن التربية وجودة التعليم ومتانة الأخلاق وانضباط السلوكيات هي مناط الفخر والاعتزاز.

• تربية الأبناء ليست ضرورة دنيوية فحسب، وإنما هي فريضة دينية، تمامًا بتمام، وعلى قدر نجاحنا في تربية وتهذيب وتقويم سلوكيات وأخلاقيات أبنائنا ليكونوا لبنات صالحة، تساهم في تأسيس المجتمع المسلم، الذي هو نواة الدولة المسلمة، يكون الأجر العظيم من الله عز وجل، وهو ما يتضح مما رواه أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته».

• تربية الأبناء مهمة ذات شقين، وعملة ذات وجهين، يقوم بشقها الأول الأب، وتقوم بشقها الثاني الأم، وأنا أشبه عملية تربية الأبناء بأنها طائر ذو جناحين، لو انكسر إحدى جناحيه فشل في الطيران وسقط على الأرض، ومن ثم فلا يصح على الأب- مهما كانت مشاغله- أن يتخلى بالكلية على القيام بمهامه تجاه تربية أبنائه، وأن يلقي بالتبعة الثقيلة على الأم وحدها، فهذا ظلم كبير منه، وتقصير شديد سيحاسبه الله عليه.

• أن من حسن إسلام المرء أن يكون في عون أهله، وقد كان هذا خلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة. رواه مسلم والترمذي.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم- رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل». رواه مسلم.

• أما عن شغب الأبناء، وعدم سماعهم للكلام، وعدم احترامك؛ فإن خبراء التربية يؤكدون أن الشغب والعناد والصراخ وعدم الامتثال للتعليمات هي صفات طبيعية للطفل في هذه المرحلة العمرية، وأنها في الغالب وسائل ينتهجونها للفت الانتباه إليهم، ولإعطائهم مزيدًا من الاهتمام، وربما كانت نوعًا من الاحتجاج على ما يعتبرونه إهمالا لهم، فلا تقلقي، وتمسكي بالصبر الجميل، ويمكنك أن تعرفي ما يحبونه من الألعاب أو القصص أو الأصدقاء، فتوظفي طاقاتهم وإمكاناتهم في النافع المفيد.

• ولا تغفلي عن طلب المعونة من الله؛ فإنه سبحانه في عون عباده المتقين، قومي من جوف الليل؛ وتوضئي وصلي ركعتين من دون الفريضة، وابتهلي إليه بالدعاء، وتحنثي إليه بالرجاء أن يصلح لك أبناءك، واعلمي أن صلاحهم بين أصبعين من أصابعه سبحانه؛ وإياك والدعاء عليهم وليكون دعاؤك لهم بالهداية؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أولادكم فقد توافق من الله ساعة يسأل فيها فيستجاب لكم».

• تجنبي البكاء أمامهم، وإظهار الضعف والانهزام، جراء ما يفعلون؛ فإن هذا مما يدعوهم إلى التمادي في العناد والصراخ، ظنًا منهم أن وسائلهم للضغط على الم قد أفلحت.

• تجنبي الضرب، فإن خبراء التربية يحذرون منه، ويعتبرونه وسيلة العاجز، ويمكنك استبدله بقاعدة التجاهل والتحفيز، ورصد المكافآت على الخلق الحسن، والسلوكيات الإسلامية، وعلى الإيثار، فذلك أدعى للتربية وأنجز للتقويم.

الكاتب: همام عبدالمعبود.

المصدر: موقع المسلم.